السلامة أولا..!
قبل فترة ليست بالبعيدة أعلن حارس كرة القدم العماني علي الحبسي بالتعاون مع سائق الراليات حمد الوهيبي عن مؤسسة تدعى " السلامة أولا " أو "SAFETY FIRST" و التي تهدف إلى التقليل من نسبة حوادث الطرق في السلطنة , و التي غالبا ما يكون سببها الإهمال و القيادة المتهورة.
تعتبر مثل هذه المبادرات مهمة و خاصة إذا كانت تأتي من شخصيات لها سمعتها و شهرتها بين فئة الشباب و التي تعتبر الفئة المستهدفة في مثل هذه الحملات و المبادرات. حيث أن الإعتماد على الجهات الحكومية وحدها و وصفها بالمسؤول الرئيسي عن الوعي المروري و زيادة نسبة الحوادث في السلطنة يعتبر غير صحيح. فبجانب المؤسسات الحكومية يجب على الأفراد في المجتمع أن يقوموا بمثل هذه الحملات التوعوية و تذكير الناس بهذه القضية و جعلها جزءا من حديث الناس. فالإعتماد على جهة و احدة لا يكفي فالكل راعي و الكل مسؤلا عن رعيته. و حول هذه النقطة أود تذكير القطاع الخاص بهذه القضية بأن يقوموا بنوع من التوعية المرورية سواء كانت هذا التوعية لموظفي المؤسسة أو للمجتمع بصفة عامة.
لوحظ في الفترة الأخيرة عن كثرة المحاولات من قبل بعض الأفراد للتقليل من نسبة الحوادث , حيث تم طرح العديد من الأفكار و الرؤى حول هذه القضية إلا أن نسبة و أرقام الحوادث ما زالت في إرتفاع. و ربما الكثير يتسائل , أي يكمن الخلل حول هذه المشكلة؟!
في الحقيقة , لا يمكننا أن ننكر جهود و مبادرات مثل هؤلاء الأشخاص حيث أنهم قاموا بأقل ما يستطيع أن يفعله الإنسان تجاه هذه القضية و التقليل من حدوثها , و بالعكس يجب تشجيع كل من يبادر في طرح أي فكرة هدفها التقليل من المشكلة بغض النظر عن فاعلية الفكرة ومدى تطبيقها ما دام الهدف هو التقليل من هذه المشكلة.
نعود مرة أخرى للسؤال السابق , أين يكمن الخلل ؟!
و للإجابة على هذا السؤال, – بإمكان- القول أن أحد أوجه الخلل تكمن في الشخص المتلقي للنصيحة, و أقصد بالشخص هنا بقائد المركبة تحديدا. فإذا كان الشخص لا يبالي بما يسمع و ما يرى فماذا تنتظر منه؟! , ربما البعض يقتنع ببعض النصائح و الإرشادات و يأخذ في إعتباره ما يرى من مآسي حوادث المركبات , ولكن المشكلة هنا تبقى لتلك الفئة الأخرى من الناس.
بالتأكيد هنالك أسباب أخرى , و لكني أرى أن العنصر البشري يبقى هو العامل الأهم و الأبرز في هذه القضية.
في مقالي هذا لا أود أن أذكر حلولا لهذه القضية , لأن الحلول كثرت و لا أود تكرارها هنا. ولكني على أية حال أكتفي بالتذكير بالقيام ببعض المبادرات و الحملات التوعوية الفاعلة و تكثيف وجودها فلعلها تساهم في التقليل من هذا المشكلة و التي أصبحت الشغل الشاغل في المجتمع فكم من أرواح قد أزهقت وكم من أجساد قد تشللت و عانت بقيىة حياتها. حتى أصبحت كلمة "حادث" تشيير فقط إلى حوادث السيارات و كأن المعاني الأخرى قد اختفت من القاموس العربي!.
و قبل الختام , أجد من المناسب الإشارة إلى بعض الأرقام و الحقائق التي تدور حول هذه القضية, و أرجوا أن تكون مستعدا لقراءتها.
حقائق مرعبة:
- هناك شخص واحد يلقى حتفه و يقتل في حوادث السيارات في السلطنة كل 8 ساعات !
- هناك شخص واحد يصاب بجروح جراء هذه الحوادث في السلطنة كل ساعة واحدة !
- هناك حالة وفاه واحدة في كل 56 كم من شوارع السلطنة !
- السرعة الزائدة و الإهمال تساهم بنسبة 72% من حوادث البلاد!
- في العام 2011 قامت شرطة عمان السلطانية بفرض أكثر 2.24 مليون مخالفة للسرعة !
- هناك زيادة في حالات الوفاة بنسبة 30% عام 2011 مقارنة بالعام 2010 سببها السرعة الزائدة !
- 60% من حالات الوفاة في حوادث المرور سببها السرعة الزائدة !
(مصدر الأرقام : ROP و MUSCATDAILY)
( لا أريد التعليق على هذه الأرقام!)
و السلام عليكم و رحمة الله..
منقووووووووووول من :مدونة سليمان المعولي